حوار مفتوح مع عضو الهيئة العليا حسن الحاشدي لموقع مفكرة الإسلام

أجرى شبكة "مفكرة الإسلام" حوار شامل مع الأمين العام المساعد للشؤون السياسية وعضو الهيئة العليا للحزب الأستاذ حسن الحاشدي، تطرق الحوار إلى العديد من الملفات الشائكة في المشهد اليمني.

نص الحوار كما ورد في المصدر:  

مفكرة الإسلام : كيف تنظر إلى إقالة نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء السابق، خالد بحاح؟


بحاح كرئيس للوزراء هو المرشح الذي قبل به الحوثيون وصالح في مخرجات اتفاق السلام والشراكة الذي كان أخر الاتفاقات التي وافقت عليه جميع الأطراف السياسية اليمنية تحت الإكراه إبان اجتياح العاصمة صنعاء بأيام ... بمعني أوضح فإن بحاح تبين من خلال أدائه أنه ما حقق شيء يُلمس أو يُذكر فيما يخص مهامه خصوصا الملفات التراكمية كملفات الأمن والجرحى من المقاومة وضم فصائل المقاومة للجيش والتي صدرت فيها توجيهات من رئيس الجمهورية ، كما أن هناك وعودً كان يطلقها بحاح مرارا وتكراراً ولم يفي بها كقضية الإسهام الفعال في تحرير تعز وتسيير قوافل الإغاثة لها.


ولقد تبين فيما بعد أن بحاح خلال عام كامل لم يكن متوافقا مع رئيس الجمهورية ولذلك كانت إقالته بمثابة قطع خط بيين فيما بعد أن ذلك الخط كان سيعمل علي إنتاج الحوثي وصالح من جديد عقب محادثات الكويت ، فقد تبين أن إصرار الحوثي وصالح علي شرط نقل صلاحيات الرئيس إلى نائبه والذي بدوره كان سيعلن أن التحالف قد أكمل مهمته في اليمن بنجاح وأن الوقت قد حان ليسود الاستقرار في اليمن والأخطر أن ذلك يعني أن شرعية الرئيس قد تم وأدها فإلى اليوم لايعترف الحوثيون ولا صالح بشرعية الرئيس هادي الذي جاء عبر صناديق الانتخابات وانتخبه أكثر من ستة ملايين يمني وهو الرئيس الشرعي المعترف به دوليا.


وتصريحات كيري الأخيرة حول انتقاده للتعيينات الأخيرة والتي أطاحت ببحاح تدلل أيضا أن هناك ترتيبات متشابكة بين أضلاع عده أحدها بحاح لإعادة إنتاج صالح والحوثي فالأمريكان تحديداً لا يروق لهم أن تستقر المنطقة عامة واليمن خاصة.

مفكرة الإسلام : لماذا يصر بحاح علي اتهام الرئيس اليمني بانقلابه علي الشرعية؟

لان الشرعية التي يقصدها بحاح هي اتفاق السلم والشراكة التي أتت به كرئيس للوزراء وهي الاتفاقية التي لم تعترف بها الأمم المتحدة في حديثها المتكرر عن الشأن اليمني وخصوصا القرار 2216 حيث يعتبر المرجعية لأي تفاهمات أو اتفاقات هي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني بمعنى أن اتفاق السلم والشراكة يعتبر غير قانوني لأنه تحت الإكراه كما أسلفت.

مفكرة الإسلام : هل هناك صراعات في داخل الحكومة اليمنية؟

في الحقيقة ليست هناك صراعات داخل الحكومة بل العكس صحيح فهناك حالة من التناغم إلى حد كبير وغياب الصراع سببه أن الحكومة هي أقرب إلى التوافقية فهي في معظمها خليط من المكونات الرئيسية للأحزاب اليمنية.


مفكرة الإسلام : وهل للرئيس المخلوع دورً في الأزمات التي تعصف باليمن الآن؟

المتتبع لمسارات السياسة اليمنية منذ تسليم الرئيس السابق علي عبد الله صالح " شكلياً" لنائبه الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي إبان ثورة فبراير 2011 ، يشاهد من خلال تتبعه للمسارات ويلحظ أن صالح وأدواته هم سبب البلاء في البلاد ، فمن الأفعال المقنعة سياسياً مروراً بالتحالف مع ميليشيا الحوثي فاستيلائها علي المحافظات اليمنية وانتهاءً بانكشاف القناع بالحرب الطاحنه الحالية والتي اثبت التقادم الزمني أن الحلف الخفي بين صالح والحوثي والذي كان يتم نكرانه ، أصبح مع الأيام واحتدام الأحداث تبين أن الحرس الجمهوري العائلي الموالي لصالح وعائلته هو الركيزة الأساسية التي تستند عليه ميليشيا الحوثي لتدمير البلاد ومقدراته ، كما انكشف العلائق واضحة وجلية من بداية مؤتمر جنيف الأول والثاني وليس انتهاءً بمحادثات الكويت المزمع عقدها في 18 ابريل.

مفكرة الإسلام : وهل له مستقبل سياسي في اليمن؟


لا أعتقد أنه سيكون لصالح أي دور في مستقبل اليمن ، حيث أنه فقد كل أوراقه وأصبح واهناً ولعل تصريحات السفير السعودي عادل الجبير تبين ذلك عندما أشار إلى أن المباحثات الجارية مع الحوثي في الرياض ليس فيها ممثلا عن صالح وتلك إشارة واضحة هي انه أصبح صالح من الماضي ومعزول كلياً.

مفكرة الإسلام : كيف ترى الهدنة التي تتبناها الأمم المتحدة لمساعدة المدنيين حاليا؟


من خلال التتابع للمشهد السياسي اليمني يرى أنه منذ اليوم الأول لظهور الحوثي ومساراته من دماج إلى يومنا هذا فإن هذه الجماعة ذات بنية عقدية ميليشياوية سلالية لها أهداف لا تتوافق وأداء سياسي أو تتصالح معه ، فكل الاتفاقيات مع أهالي دماج أو مع القبائل اليمنية أو مع الدولة قبل انهيارها وبعد انهيارها تشير إلى أمر هام هو أن تلك الميليشيات لا تلتزم بعهد أو ميثاق فكل الاتفاقيات كانت تنقض قبل أن يجف حبرها ، وأقرب المشاهد في محادثات جنيف ومساراتها فلم تلتزم الميليشيا أبدا بأي اتفاقيات ، وإن تم حشرها في زاوية الاستجابة لموافقات ومقاربات بهدف التوافق لإخراج البلد من محنته فإنها سرعان ما تراوغ وتماطل كسباً للوقت بهدف إفشال أي تسويات يمكنها نزع فتيل الحرب وإخراج اليمن إلى بر الأمان.


ولعل المراوغة هذه الأثناء والسكوت عن الرد الواضح على مسودات اتفاق وقف إطلاق النار واتفاقيات مباحثات الكويت المرتقبة يدلل علي ما أذهب إليه.

مفكرة الإسلام : هل تتوقع انفراجة لمحادثات السلام بين الرياض والحوثين؟


يتفاجأ الجميع في الوقت الضائع أن تلك الميليشيات لها تحفظات وملاحظات علي تلك المسودات ولذلك لا يلوح في الأفق بوادر ايجابية أو انفراجه لهذه المحادثات ، فكل المعطيات السياسية والميدانية العسكرية تشير إلى عدم توقع أية مؤشرات لفتح فجوه نحو النور.

مفكرة الإسلام : ما الذي يريده الحوثيون من تلك المفاوضات؟


الحوثيون يريدون من المفاوضات كسب مزيد من الوقت والمراوغة التي اعتادوا عليها عقب كل محادثات أو مباحثات سابقة، الحوثيون إذا شعروا بموقف الضعف فإنهم سرعان ما يستجيبون لأي نداء للمباحثات ولكن ليس من أجل الخروج بالبلد إلى بر الآمان والعيش بتجانس مع المجتمع اليمني بل انحناءً للعاصفة وأخذ مزيد من الوقت لتجميع القوى وترتيب الصفوف والعودة للعنف مجدداً.

مفكرة الإسلام : هل يمكن أن يندمج الحوثيين في العملية السياسية ويفكون ارتباطهم بإيران؟


لا أتوقع هذا الأمر مطلقاً ، فالبناء التكويني للجماعة الحوثية هو بناء عقدي اصطفائي ميليشاوي لا يقبل التعايش والمهادنة بل الفوضوية والتمرد والرغبة بمزيد من الهيمنة بقوة السلاح ولا يمكن لميليشيا قامت ونشأت علي الفوضوية أن تكون حزباً سياسياً.

مفكرة الإسلام : هل هناك دور فعلي للقاعدة في اليمن؟ ولحساب من؟


القاعدة في اليمن حقيقة اعتقد كتنظيم ذو أدبيات واضحة انتهت برحيل مؤسسها أسامة بن لادن، ولذلك اعتقد أن القاعدة وتحديداً فيما بعد فقدت بوصلتها ونتيجة لذلك وعوامل أخرى استطاع علي عبد الله صالح الاختراق لبقايا مسميات كانت تعد ممكن كانوا محسوبين علي القاعدة وتم استقطابهم في وظائف بجهاز الدولة واستيعابهم للعب أدوار لصالح رغبات صالح وهو ما كشفت عنه الأيام يوما بعد الأخر في عمليات تبين أنها ذات طابع بنكهة أمنية لعسكر وحرس صالح وأجهزته في الأمن السياسي والقومي.

مفكرة الإسلام : هل تريد إيران مقايضة سوريا باليمن؟   


لا أعتقد هذا الأمر نهائياً في الوقت الحالي، فربما كان هذا الأمر مطروحاً قبل الاتفاق النووي مع الغرب إلا أنه بعد الاتفاق الإيراني مع الغرب وانطلاق عاصفة الحزم فقد تغيرت اللعبة كلياً فليس اليمن وحسب بل والإقليم برمته.

مفكرة الإسلام : هل خسارة إيران لليمن, بداية لانحسار نفوذها؟


أعتقد أن إيران لو خسرت في اليمن فذلك حتما سيؤدي لانحسار نفوذها من وجوه عدة جغرافيا بفشلها بتكوين كانتون شيعي في الجزيرة العربية طاعن في خاصرة المملكة العربية السعودية ، واستراتيجيا من حيث فشلها في الاستحواذ علي مضيق باب المندب الاستراتيجي وهو الحلم الذي كانت إيران تراود نفسها وتبشر أنها قد استولت عليه ولكن عاصفة الحزم  حالت بإفشال كل تلك المشاريع الشيطانية لزعزعة الاستقرار في اليمن والمملكة العربية السعودية والعبث بالحركة الملاحية في باب المندب.

مفكرة الإسلام : وهل ستفتح جبهات أخرى لاستفزاز المملكة وجرها للحرب؟


أعتقد أن إيران تسعى حثيثة بتغذية داعش وأخواتها من الحشد الشعبي والشيعي في العراق لمهاجمة المملكة العربية السعودية من حدودها مع العراق وهو أخطر اختراق وتحدي تواجهه بلاد الحرمين إلا أن الأمر الذي لم تتوقعه إيران هو المشاريع المتسارعة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عقب تسلمه مقاليد الحكم ، فمن عاصفة الحزم إلى مناورات رعد الشمال وليس انتهاء بتأسيس الحلف العسكري الإسلامي ، فكل ذلك أربك حسابات إيران وجعلها مرتبكة لا تلوي علي شيء هذه الأثناء.

مفكرة الإسلام : ما هو الفرق بين حزب الله والحوثيين من جهة الارتباط بإيران؟


كما نعلم أن إيران تعمل في تصدير ثورتها وفوضويتها للعالم العربي والإسلامي عبر مكونات تنظيمية متدرجة من تكوينات تعمل بغطاءات اجتماعية كجمعيات خيرية أو أعمال تجارية أو مراكز ومعاهد تعليمية في البلدان التي ليس لها القدرة علي مجابهة نظمها بشكل مباشر ، أما في حالات مثل لبنان واليمن والعراق وسوريا فإنها تعمل وفق أذرع عسكرية وميلشياوية كأداة تراها إيران فاعلة للاستيلاء والاستحواذ ، وبالتالي فلا فرق بين حزب الله والحوثيين لان كلاهما مرتبط بإيران ارتباطا وثيقاً عقدياً وعسكرياً.

مفكرة الإسلام : هل يتمكن الجنوب من الانفصال؟


مع انطلاقة عاصفة الحزم وتصريحات قادة دول الخليج حول أهمية بقاء اليمن موحد وكذلك الشرعية الدولية التي عززها القرار ألأممي الأخير 2216 بخصوص اليمن والذي نص علي وحدة أراضي الجمهورية اليمنية، كل تلك المعطيات تعزز أن دعوات الانفصال إنما هي عبث وأهواء لساسه فقدوا مصالحهم وارتبطوا بإيران كأحد أدواتها في العبث باليمن أرضا وإنسانا.


مفكرة الإسلام : كيف ترى مستقبل اليمن؟


أنا متفائل جدا بأن اليمن سوف يخرج من محنته لخير عميم وخصوصاً بعد أن أعلنت دول الخليج عن منظومات واسعة اقتصادية وعمرانية وبشرية واسعة سوف تنفذ في اليمن للتدريج في استيعابه كعضو في المنظومة الخليجية مستقبلا، كما أنه قد تبين بما لا يدع مجالا للشك أن استقرار وأمن اليمن هو استقرار وأمن لدول الخليج برمتها.