شراء العقارات.. هوس قيادات المليشيات لزيادة ثرواتهم وافقار الشعب

قصص تحدث أمام  الناس  يوميا حول تفشي "حمى العقارات" في العاصمة صنعاء المختطفة، قصه وقعت في شارع "النصر"  شمال شرق المدينة، لاحد قيادات الصف الثالث لجماعة الحوثي ويدعى "ابو كهلان" الذي اشترى في قت قريب عمارة من ستة طوابق في حي "حزيز" جنوبي العاصمة بقيمة 970 مليون ريال يمني عن طريق مكتب عقارات تابع لقيادي آخر يدعى "سمير المروني".

ويؤكد مقربون للقيادي أنه حتى وقت قريب كان من ذوي الدخل المحدود جداً، و يسكن في منزل شعبي من طابقين، مبدين استغرابهم الشديد من هذه الثروة الضخمة التي هبطت عليه فجأة من السماء.

عمارة المليار

قصة أخرى يرويها المواطن "ك.م" وهو من سكان حي الحصبة، حيث يقول للصحوة نت: "بمجرد أن عرضت اسرة الحبيشي منزلهم الكبير للبيع تسابق عليها الحوثة من كل فج عميق، حتى أن أحدهم ويدعى اليوسفي عرض في شرائها مبلغ 400 مليون ريال بالرغم أن الجميع يعلم أنه لا يملك الا تكسي أجرة ويسكن في منزل للإيجار، وأذكر أنني سألته من باب المزاح من اين لك هذا؟  فكان جوابه بأنه يعمل في تجارة السيارات من فترة طويلة، صاحب البيت لم يوافق على البيع فهو يريد 440 مليون كحد أدني".

" ل.ح" عامل ورشة ألمنيوم في صنعاء يؤكد بأن أحد القيادات ويدعى "م.د" طلب قبل اسبوع منه تجهيز 37 نافذة كبيرة الحجم و25 باباً، وذلك لإحدى عماراته التي بناها مؤخراً في شارع السجن المركزي أمام "السايلة "، وأضاف العامل بأن القيادي الحوثي لم يتفاوض كثيراً في السعر لكنه اشترط الإسراع في تجهيزها، وعندما ذهب لأخذ قياسات الأبواب والنوافذ "تفاجأ" بمساحة العمارة الهائلة، والتي كما أفاد بأنه لا يمكن لذلك الشخص، وهو ضابط عادي في الجيش، أن يشتري ارضها ويبنيها بهذا البذخ.

من جانبه، قال مواطن كبير في السن ويدعى "صالح غانم" ويعيش في حي "شيراتون" بأن أحد قيادات الحوثيين عرض عليه شراء منزله بمبلغ كبير جداً وذلك لكي يقوم بهدمه وبناء عمارة شاهقة مكانه.

واشار الحاج صالح الى أنه ابلغ القيادي أواخر رمضان الماضي، بعدم رغبته في بيع المنزل والانتقال الى منزل آخر في نهاية العمر، ولكن القيادي أصر على شراء المنزل وزاد في السعر ومع ذلك لم يفلح في اقناعه.

"ومنذ ذلك اليوم وهو يرسل لي التهديدات ويحاول معي بشتى الوسائل وانا لا اريد بيع منزلي آخر عمري واخاف ان ينفذ تهديده فليس لدي ظهر"، قال الحاج صالح.

 ذكر المواطنين الكثير من الوقائع عن قيام قيادات في جماعة الحوثي  بالسعي بقوة لشراء الأراضي والمنازل بمبالغ طائلة.

مقابل هذا البذخ والثراء الفاحش الذي هبط على اسر محددة من جماعه الحوثي، يشكو غالبية اليمنيين من غلاء معيشي وجوع وفقر وأمراض تفتك بعائلات بأكملها في ظل استمرار انقطاع الرواتب وانهيار سعر العملة وتدهور الأوضاع الاقتصادية والصحية.