مليشيات الحوثي تحوّل الشهر الفضيل إلى وسيلة لابتزاز التجار ومصادرة قوت الفقراء

في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها العالم، يقضي "عبد الله" الكثير من الوقت أمام شاشة التلفزيون لكي ينظر إلى الحكومات وهي تفني نفسها في سبيل مساعدة مواطنيها وتقليل آثار جائحة كورنا، ويقارن بينما تفعله تلك الحكومات، وما تفعله الميليشيات الانقلابية "سلطة الأمر الواقع" بالمواطنين في مناطق سيطرتها، المواطنين الأفقر والأشد بؤساً

زكاة جديدة

يعيش عبد الله 39 عاماً، وعائلته المكونة من أربع أولاد وأمهم، على دخل متواضع يدره عليهم محل البقالة التي يملكها أسفل المنزل، بعد ان قطعت الميليشيات راتبه من وزارة الدفاع هو وعشرات الألاف من الضباط غيره.

يقول عبد الله" لـ" الصحوة نت " ان الميليشيات الحوثية لم تتركه ابداً في حال سبيله، ولايزال مسلحيها يأتونه ببنادقهم "المنهوبة" الى الدكان حاملين معهم سندات بمبالغ يضعونها هم، ويطالبونه بسدادها من قوت أطفاله.

" جاء الحوثيون إليّ مرتين خلال الأيام الستة فقط التي مضت من رمضان، في المرة الأولى تمكنت من صرفهم بالفين ريال دسستها في جيب "قائد الحملة" وبعدها بيومين جاءوا بسند "زكـاة" للدكان بقيمة عشرة الف ريال، قلت لهم أن الزكاة معروفة ومواضعها محددة في الإسلام ولم نسمع من قبل بزكاة الدكان، فأجابني قائدهم بانها زكاة خاصة بالمجاهدين".

وبعد تنهيده طويلة، يتابع عبدالله: " والله ان العشرة الألف التي اخذوها مني كنت بأشد الحاجة اليها، الأمور تجري الى الأسوء والفقر يمتد الى مالا نهاية، اللعنة على هذا الوضع وعلى المجاهدين".

مصادرة قوت الفقراء

استنكر المواطنون بصنعاء الخطوات التعسفية بحق التجار وأصحاب المحلات التجارية الكبيرة والصغيرة والمتوسطة، والتي من شأنها التضييق على الفقراء والمحتاجين الذين اعتادوا على الحصول على المساعدات الإنسانية الرمضانية التي يقدمها لهم بعض التجار مع حلول شهر رمضان المبارك، وكانت ميليشيات الحوثي قد ألزمت التجار واصحاب المحلات على دفع الزكاة لهم بدلا من الفقراء والمساكين، في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون من اوضاع انسانية قاسية.

يقول "ع. ص"، بأن جاره تاجر الأقمشة الذي اعتاد على دعمه كل عام في رمضان بالمواد الغذائية والمال، قد تأخر هذا العام عن الدعم، وذلك لأن ميليشيات الحوثي قد الزمته بدفع مبلغ أربعة مليون ريال كزكاة خاصة بهم، وبالتالي فهو لا يتوقع حصوله هذا العام على أي مساعدة من جاره التاجر.

وأضاف صلاح قائلاً: " سواء قدم لي جاري المساعدة هذه السنة أو لا، فأنا أقدر ظروفه ولا أنقده لأني أعرف الوضع جيداً، وأعرف أن مبلغ اربعة مليون ليس بسيطا، وإذا كان مقدراً لأطفالي أن يجوعوا من أجل أن يشتري "أبو فلان" سيارة أو يبني "ابو فلان"  عمارة،  فأنا راضي بحكم الله ومؤمن بالقضاء والقدر".

وشن "علي س" هجوماً حاداً على ميليشيات الانقلاب بسبب قرارها إجبار التجار على دفع الزكاة لهم دون الفقراء والمحتاجين قائلاً: " كل عام ننتظر من رمضان الى رمضان لكي نحصل على مستحقاتنا التي فرضها الله لنا على الأغنياء والميسورين، والآن يأتي هؤلاء القتلة ليقطعوا علينا حبل الحياة الأخير المتبقي لنا لصالح جيوبهم وكأنهم كما قال المثل: لا يرحمون ولا يتركون رحمة الله تنزل، ولولا هذه الميليشيات لما كنا بحاجة الى الزكاة أصلاً، فهم من جاء إلينا بالفقر والدمار وأخرجونا الى الشوارع لنتسول، بعد أن كنا موظفين ميسوري الحال".

ظروف قاسية

واختتم علي  بالقول: " أدعوا التجار والميسورين ممن يخافون الله ويرجون ثوابه أن لا يستمعوا لفتاوى الميليشيات ولا يرضخوا لقراراتها الفاسدة فنحن احق بأموالهم من القتلة وقطاع الطرق، هناك أسر كثيرة تعتمد بعد الله  على ما يدفعه لها التجار للبقاء أحياء على الأقل  في رمضان، والقرأن الكريم يقول ومن أحياها فكأنما أحياء الناس جميعا".

يشار إلى أن غالبية المواطنين في العاصمة صنعاء يعيشون أوضاعا قاسية منذ اندلاع الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي إبان انقلابها على الشرعية في 21 سبتمبر 2014، حيث انعكست أثار الإنقلاب الحوثي المدعوم من إيران بشكل سلبي على حياة المواطنين، وجعلت أكثر من 80% من السكان يحتاجون الى مساعدات إغاثية، وحولت حياه  اليمنيين  لطوابير من الجياع والمتسولين.